الطالب :
** فصل الشتاء فصلُ جميلُ جدا” , نستعد له قبل شهورٍ من مجيئه , فهو يأتي دوما” في الشتاء ، وفيه أمطار وبرد وزمهرير جميل , ونلعب فيه بالتلج مع أصدقاءنا ,
و أمي بتعملنا في فصل الشتاء فتة شوربة عدس ومخلوطة ، و تلبس فيه دائما” ٣ طاقيات فوق بعضها و بيجامة نعمان , و زوج جرابات سميك مخطط تحته شحاطة بلاستيك فتبدو مثل ساسوكي الرائع .
كما أن اخي يظهر فيه كحارس مرمى في البيت ، يلبس الكفوف الصوفية في يديه ويدك الجرابات فوق بنطلون البيجاما ويلف اللحشة على راسه ورقبته وعيونه , و دوما” تراه يصرخ : سكّر الباب وراك ياكللللب .. ويديه دوما”رائحتهم كارامنتينا .
في فصل الشتاء ، دائما” مانسخّن الماء في الطنجرة على الحطب كي نتحمّم لأنه لايوجد غاز عندنا ولا كهرباء ولا مازوت , و أبي دوما” وحرصا” على سلامة الجميع هو من يحمل الطنجرة و هو مفرشخ و يمشي مسرعا” كالبطريق ، لكي لا تندلق عليه الماء الساخنة و يحترق و ينسلق كما حدث معه في السنة الماضية واحترقو رجليه وإيديه و اخذناه الى المستشفى , و ارتعبنا يوميتا شو رعبة ….؟؟
أما أختي الكبيرة فهي أيضا” تحب فصل الشتاء فأيديها دوما” متورمات وجميلات بسبب مرض الرومتيازم من الماء الباردة , و أنفها ينقط متل حنفية المدرسة من شدة البرد ووالرشح و صوتها يصبح غميقا”ورائعا” و يتحوّل حرف الميم عندها الى حرف بااااء ، فتقول عطيني بحربة الله لايوفقك .. و تراها دوما” تبربر وتدندن بكلمات عذبة وغير مفهومة و هي واقفة على المجلى عم تجلي ..؟؟!
أتوقع ان يكون هذا الشتاء مميزا” جدا” وباردا” وزمهريرا” جميلا”وممتعا” ، و خصوصا” مع الوقفة اليومية الجديدة على الفرن في طوابير الخبز .. والسهر ليلا” في انتظار رسالة الغاز والسكّر والرّز و حصتنا من مادة المازوت الجميل و التي وعدونا بها ان تأتي من سنتين و لكنها لم تأت بعد ..؟؟!
أدعو جميع السيّاح والمغتربين من أهلنا أن يأتوا لعنا ، ليستمتعوا بفصل الشتاء الرائع بشكله الوطني المتميز هذه السنة بدون غذاء ولا تدفئة و لاكهرباء .
يا له من شعورٍ رومنسيٍ و جميل ، أن تشعر وكأنك اصبحت من أهل الأسكيمو سكان القطب الشمالي للأرض .. فعلا” انها تجربة رائعة ..
كما أن الظلام الدامس و البرد في هكذا شتاء ، سيجعلك تسبّغفر الله كل يوم مية ١٠٠٠ مرة ، و في هذا ثواب عظيمُ جليل لايوجد مثيله في كل بلاد العالم إلا عندنا . .. ☃️
ياالله …. كم احبُّ فصل الشتاء ❄
تجمع سورية الأم